في إنجاز طبي غير مسبوق، استطاع رجل أسترالي يعاني من فشل قلبي حاد أن يعيش لمدة 100 يوم بقلب صناعي مصنوع من التيتانيوم، قبل أن يخضع لعملية زراعة قلب بشري. هذا الإنجاز يعد سابقة عالمية في مجال علاج فشل القلب ويفتح الأبواب أمام فرص جديدة للمرضى الذين يعانون من هذا المرض.
القلب الصناعي “بيفاسور” BiVACOR
تم تطوير هذا القلب الصناعي ليعمل كمضخة مستمرة لدفع الدم بانتظام داخل الجسم. يمتاز هذا الجهاز بتصميم فريد يحتوي على جزء متحرك واحد فقط، مما يقلل من احتمالات التآكل وفشل الأجزاء الميكانيكية. هذا الجهاز قد اخترعه المهندس الطبي دانيال تيمز ويهدف إلى توفير حل كامل للأشخاص الذين يعانون من فشل قلبي حاد.
حياة جديدة بقلب من معدن التيتانيوم
عاش المريض الأسترالي أكثر من ثلاثة أشهر وهو يعتمد على جهاز BiVACOR، الذي كان متصلاً بوحدة تحكم خارجية محمولة عبر سلك يمر تحت الجلد. كان الجهاز يعمل بالبطاريات خلال ساعات النهار، بينما يُشحن كهربائياً في الليل. حالته الصحية بعد الزرع تعد دليلاً على نجاح هذا النوع من الأجهزة كخيار مؤقت آمن وفعال.
آمال لا محدودة وتحديات قائمة
رغم النجاح الكبير الذي حققه هذا القلب الصناعي، إلا أن الأطباء يحذرون من أنه ما زال أمامهم الكثير من الأسئلة حول كفاءة الجهاز طويلة الأمد وتكلفته. الدكتورة سارة آيتكن من جامعة سيدني وصفته بـ “الابتكار المذهل”، لكنها شددت على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتقييم مدى إمكانية اعتماد الجهاز كحل دائم وليس مؤقتاً.
من جانبه، أوضح الدكتور جوزيف روجرز، رئيس معهد القلب في تكساس، أن هذا الإنجاز يفتح المجال أمام العلماء لفهم كيفية تأقلم المرضى مع الجهاز في الحياة اليومية، مما قد يمهد لتغييرات كبيرة في علاج فشل القلب مستقبلاً.
فشل القلب ونقص المتبرعين.. تحدٍ عالمي
يعاني ما يقارب 7 ملايين بالغ من فشل في القلب في الولايات المتحدة وحدها، فيما أُجريت نحو 4500 عملية زراعة قلب في عام 2023 فقط، وذلك نتيجة النقص الحاد في المتبرعين. يرى بعض أطباء القلب أن الأجهزة مثل BiVACOR قد تكون بديلاً دائماً للزراعة في المستقبل، مما يوفر أملاً كبيراً للمرضى الذين لا تتوفر لهم قلوب مناسبة.