في مشهد أشبه بأفلام المطاردات عالية الدقة، أفشلت غارة أمريكية مساء السبت محاولة فرار العميد علي الكبسي، أحد أبرز قيادات جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، بعدما لاحقته صواريخ أمريكية موجهة حتى بوابة مقبرة ماجل الدمة في مديرية الصافية بالعاصمة صنعاء.
وبحسب مصادر أمنية مطلعة، كان الكبسي يستقل سيارة مدنية بالقرب من المقبرة عند لحظة استهدافها، وقد ترجل منها قبل ثوانٍ معدودة من سقوط الصاروخ، الذي انفجر داخل المقبرة بشكل دقيق دون أن يصيب مدنيين أو يتسبب بأضرار في الأحياء المجاورة.
الغارة، التي أثارت صدمة في أوساط الحوثيين، جاءت ضمن خمس ضربات استهدفت مقبرتي ماجل الدمة والنجيمات، بعد أن كشفت معلومات استخباراتية وجود أنفاق سرية وغرف قيادة ومخازن أسلحة تحت المقابر، أنشأتها المليشيا لاستخدامها كملاجئ آمنة لقياداتها.
مصادر أكدت أن مقبرة النجيمات الواقعة في مديرية السبعين، تعرضت لثلاث غارات دقيقة دمّرت شبكة أنفاق ممتدة من دار الرئاسة إلى المقبرة، كانت تستخدم لعقد اجتماعات وتخزين أسلحة بعيدة عن أعين الرقابة.
واستهدفت الولايات المتحدة، في ذات اليوم، نحو 22 موقعًا حوثيًا في مختلف مديريات العاصمة ومحيطها، منها بني حشيش، همدان، بني مطر، الثورة، الحصن، والحيمة الخارجية، ضمن تصعيد عسكري غير مسبوق، يقول مراقبون إنه يعتمد على معلومات دقيقة لتفكيك البنية العسكرية الخفية للجماعة.
وتشير هذه الضربات إلى تحول نوعي في أسلوب واشنطن بالتعامل مع التهديد الحوثي، عبر عمليات اصطياد دقيقة للقيادات والمواقع الحيوية، حتى لو تطلب الأمر ملاحقة الهدف إلى أعماق المقابر.