تفاقمت أزمة وقود حادة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي شمال وغرب اليمن، خصوصًا في محافظة الحديدة، عقب الإجراءات الأمريكية التي شملت حظر استيراد المشتقات النفطية عبر الموانئ الواقعة تحت سيطرة الجماعة، وشن ضربات جوية على منشآت حيوية.
وأفاد شهود عيان وسكان محليون بأن عشرات المحطات أغلقت أبوابها في مدينة الحديدة وضواحيها بذريعة “نفاد الكميات”، بينما تضاعفت أسعار المواصلات بنسبة تجاوزت 100% في بعض المناطق، وسط تكدس غير مسبوق للمركبات أمام المحطات القليلة التي ما تزال تعمل.
وتأتي هذه الأزمة بعد أن أقدمت المليشيا على مصادرة كميات كبيرة من الوقود لصالح آلتها العسكرية والأمنية، وفق ما أكده السكان، الذين أشاروا إلى أن ضخ الوقود توقف تمامًا منذ الغارة الأمريكية على منصة التفريغ في ميناء رأس عيسى في 17 أبريل الماضي.
ووصل سعر دبة البنزين سعة 20 لتراً إلى 9 آلاف ريال يمني، في ظل سعر صرف للدولار يبلغ نحو 538 ريالاً، وسط مخاوف من عودة السوق السوداء التي لطالما استخدمتها المليشيات لتمويل أنشطتها العسكرية، وتعزيز ثروات قادتها.
وبحسب مصادر ملاحية، فقد لجأت جماعة الحوثي لاحتجاز أكثر من 15 سفينة نفطية على متنها طواقم أجنبية، واتخذتها كـ”رهائن تفاوضية” للضغط على المجتمع الدولي، في محاولة لانتزاع تنازلات سياسية واقتصادية.
وتسود حالة من القلق الشعبي مع ازدياد حدة الأزمة، خاصة مع غياب أي مؤشرات على انفراج قريب، ما ينبئ بأيام قاسية قادمة على سكان يعانون أساساً من أزمات معيشية خانقة وانعدام الخدمات