اهتزت العاصمة صنعاء فجر اليوم على حادثة مأساوية هزت القلوب وأثارت غضبًا عارمًا: العثور على طفلة رضيعة حديثة الولادة، لا يتجاوز عمرها ساعات، ملقاة بوحشية في أحد الأزقة المظلمة بأحد الأحياء السكنية. اكتشاف الرضيعة جاء في وقت متأخر من الليل، ليتحول صرخاتها الخافتة إلى جرس إنذار يدق أبواب الإنسانية والمسؤولية في مجتمعنا.
لم يكن الاكتشاف مصادفة هذه المرة، بل كان الفضل يعود إلى الناشط المعروف شهاب يحيى، الذي عثر على الرضيعة ملفوفة بقطعة قماش مهملة أثناء مروره بالزقاق. سارع يحيى فورًا إلى نشر تفاصيل الواقعة على صفحته بموقع فيسبوك، معبرًا عن صدمته وألمه لما شاهده.
التبني يتم في أقل من نصف ساعة!
في تطور مدهش وسريع، وبعد أقل من نصف ساعة من نشر يحيى لقصة الرضيعة على صفحته، عاد ليعلن عن تبني الرضيعة، مؤكدًا أن الطفلة وجدت عائلة تحتضنها لتبدأ حياة جديدة بعيدًا عن قسوة الشارع.
وقد لاقى هذا الإعلان استحسانًا واسعًا وتفاعلًا كبيرًا من قبل المتابعين، الذين أثنوا على سرعة الاستجابة الإنسانية. بينما ارتاب اخرون لسرعة الإستجابة.
أوضح شهاب يحيى أن الهدف الأساسي من منشوره لم يكن فقط إخبار الناس بالحادثة، بل كان لأجل الوعي، داعيًا إلى تسليط الضوء على هذه الظواهر السلبية ومعالجة أسبابها الجذرية في المجتمع.
تساؤلات مؤلمة وصرخة ضمير
يطرح هذا الحادث الأليم تساؤلات مؤرقة حول الأسباب التي تدفع بوالدين إلى التخلي عن قطعة من لحمهما ودمهما بهذه القسوة. “ما ذنب هذه الطفلة البريئة لتُحرم من أبسط حقوقها في الحياة الكريمة، في دفء الأبوة والأمومة؟” يتساءل الأهالي بأسى، مستنكرين هذا الفعل الشنيع الذي يتنافى مع كل الشرائع السماوية والقيم الإنسانية.
الحادثة ليست مجرد خبر عابر، بل هي صرخة ضمير مدوية للمجتمع بأسره.