الرئيسيةمنوعاتهل زارك الجاثوم؟ أسرار الظاهرة التي أرعبت البشر منذ قرون
منوعات

هل زارك الجاثوم؟ أسرار الظاهرة التي أرعبت البشر منذ قرون

هل زارك الجاثوم؟ أسرار الظاهرة التي أرعبت البشر منذ قرون

شيطان شلل النوم”.. كائن يجثم على صدرك بينما لا تستطيع حتى أن تصرخ

في عام 2005، استيقظ الشاب بَلاند جلال وهو يشعر وكأنه عالق في مشهد من فيلم رعب. لم يستطع الحراك أو النطق بكلمة، رغم أنه كان واعيًا تمامًا. كان هناك شعور خفي مريب، كأن كائنًا غير مرئي يعبث بجسده ويرفع ساقيه. هذه كانت تجربته الأولى مع ما يُعرف بـشلل النوم، أو ما يسميه البعض “الجاثوم”.

اليوم، وبعد أكثر من عقد، أصبح جلال واحدًا من أبرز الباحثين العالميين في هذا المجال، يحمل شهادة الدكتوراه في الطب النفسي، ويعمل في جامعة هارفارد، حيث يعالج من يعانون من هذه الحالة الغامضة.

ما هو شلل النوم؟

شلل النوم يحدث حين يدخل الدماغ في حالة اليقظة قبل أن يستيقظ الجسد من مرحلة حركة العين السريعة (REM)، وهي المرحلة المرتبطة بالأحلام. النتيجة؟ وعي كامل داخل جسد مشلول تمامًا لبضع لحظات مرعبة.

الدكتور ماثيو ووكر، أستاذ علم النوم، يشبّه هذه اللحظة بـ”تصادم بين سيارتين على مفترق طرق مزدحم”: العقل مستيقظ، لكن الجسد لا يزال نائمًا.

هلوسات مرعبة.. وجاثوم يطرق بابك

حوالي 30% من الناس يمرون بتجربة واحدة على الأقل من شلل النوم في حياتهم، وفقًا لعيادة كليفلاند، فيما يرى 40% من المصابين هلوسات سمعية أو بصرية: كائنات تشبه الأشباح، أو مخلوقات غريبة، أو أحساس بالاختناق. وغالبًا ما تُشحن هذه التجربة بمشاعر الذعر، ويربطها البعض بالشياطين أو الجن.

من الخرافة إلى العلم

جلال يرى أن تلك الكائنات ليست مجرد بقايا أحلام، بل مزيج من نشاط عصبي عاطفي في الدماغ وضعف في المنطق بسبب قلة نشاط الفص الجبهي. وهو ما يجعل المشهد واقعيًا إلى حد الرعب.

الأمر لا يخلو من الأبعاد الثقافية أيضًا. فالصينيون يطلقون عليه “الشبح الذي يثقل صدرك”، أما في الشرق الأوسط، فيُعرف بالجاثوم. تفسيرات كثيرة، لكن التجربة واحدة: مرعبة ومحيرة.

أسباب شلل النوم

العلماء لم يحددوا سببًا قاطعًا بعد، لكن هناك محفزات تزيد احتمالية حدوثه، منها:

  • التوتر المزمن أو اضطراب ما بعد الصدمة
  • قلة النوم أو اضطراب مواعيد النوم
  • اضطرابات نفسية مثل الهلع أو ثنائي القطب
  • عوامل وراثية

هل هو خطير؟

رغم أن شلل النوم يبدو كابوسيًا، إلا أنه لا يُعد خطرًا من الناحية الطبية. إلا أن تكرار حدوثه قد يُضعف جودة النوم ويؤثر على الحالة النفسية، مما يستدعي التدخل.

كيف تتخلص منه؟

الحل ليس سحريًا، لكن تحسين عادات النوم يساعد كثيرًا:

  • النوم المنتظم من 7 إلى 9 ساعات
  • تجنب المنبهات والإجهاد قبل النوم
  • تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق
  • في بعض الحالات، تُستخدم أدوية مضادة للاكتئاب بإشراف طبي

جلال نفسه طوّر علاجًا مبتكرًا أطلق عليه “الاسترخاء التأملي”، يرتكز على إعادة تفسير التجربة ذهنيًا، وتحييد الخوف، والتحكم بالجسم عبر التركيز وتحريك أطراف خفيفة كالقدمين. وحقق نتائج واعدة في دراسات صغيرة.