صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية في إيران أسفرت عن “أضرار واسعة النطاق وخطيرة”، وذلك في وقت تتسارع فيه وتيرة إقرار مشروع قانون من شأنه تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني، قال عراقجي إن حجم الأضرار يتطلب تقييمًا شاملًا، مشيرًا إلى أن قرار السماح لمفتشي الوكالة بالدخول وتفقد المواقع المتضررة يجب أن يخضع لتشريعات البرلمان الإيراني. وأضاف: “في رأيي، على المجلس الأعلى للأمن القومي أن يتولى البت في هذا القرار”.
ويأتي ذلك بينما يوشك البرلمان الإيراني على إقرار مشروع قانون يقضي بتجميد التعاون مع الوكالة الدولية، وقد أُحيل المشروع إلى الرئيس للمصادقة عليه، إلا أن السلطة النهائية في تنفيذ هذا التوجه تبقى بيد المرشد الأعلى والمجلس الأعلى للأمن القومي.
في المقابل، أعلن الجيش الأمريكي عن تفاصيل جديدة تتعلق بعملية قصف ثلاث منشآت نووية إيرانية، دون أن يقدم معلومات واضحة حول حجم التأثير الفعلي لتلك الضربات على برنامج إيران النووي.
من جانبه، أوضح عراقجي أن بلاده لا تنوي العودة إلى طاولة المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه “لم يُعقد أي اتفاق أو وعد بشأن استئناف المباحثات، ولم تجرِ أي مناقشات رسمية حول هذا الملف حتى الآن”.
وأكد أن تجربة إيران السابقة مع واشنطن، والتي وصفها بـ”الخيانة خلال سير المفاوضات”، سيكون لها تأثير مباشر على القرارات المستقبلية لطهران، مبرزًا أن المصالح الوطنية وحدها ستحدد توجهات بلاده، وليس العواطف أو الضغوط المؤقتة.
كما نفى عراقجي وجود أي مفاوضات عبر قنوات خلفية، مشددًا على أن المراجعات الداخلية للسياسة النووية الإيرانية تُعد “مسألة مستقلة” عن أي مباحثات خارجية