كشفت صور جديدة التقطتها الأقمار الصناعية عن عودة النشاط إلى منشأة فوردو النووية الإيرانية، بعد أيام من تعرضها لغارات جوية أميركية ضمن التصعيد العسكري الأخير في المنطقة. وتُظهر الصور وجود مركبات ومعدات بناء ثقيلة بالقرب من مداخل المجمع المحصن تحت الأرض، ما يشير إلى جهود إيرانية لإصلاح الأضرار واستعادة القدرة التشغيلية للموقع.
🛠️ معدات ثقيلة عند مدخل المجمع
بحسب صور نشرتها شركة “ماكسار” الأميركية، تم رصد حفارة وجرافة كبيرة تعمل في محيط منشأة فوردو، وتحديدًا قرب الثقوب التي أحدثتها القنابل الخارقة للتحصينات التي استخدمتها الولايات المتحدة في الهجوم الأخير
الوصول إلى أنفاق أصفهان
وفي تطور موازٍ، أفادت شبكة “سي إن إن” نقلًا عن خبير الأسلحة جيفري لويس، أن صورًا تجارية التُقطت يوم 26 يونيو أظهرت وجود عدد معتدل من المركبات في منشأة أصفهان النووية، بينما أظهرت صور أخرى في اليوم التالي أن مدخل أحد الأنفاق قد فُتح وتمت إزالة العوائق التي كانت تسدّه.
صور الأقمار الصناعية تكشف التفاصيل
صور إضافية التقطتها شركة “بلانيت لابس” في 27 يونيو أظهرت أن مدخل الأنفاق في أصفهان كان مفتوحًا بالكامل، ما يشير إلى أن إيران استعادت الوصول إلى بعض منشآتها النووية تحت الأرض، رغم الأضرار التي لحقت بها جراء الضربات الأمريكية
تقييمات أولية: أضرار متوسطة إلى شديدة
وفقًا لتقييمات وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA)، فإن الهياكل فوق الأرض في المواقع النووية الإيرانية، بما في ذلك فوردو وأصفهان، تعرضت لأضرار تتراوح بين المتوسطة والشديدة. وتشير التقديرات إلى أن هذه الأضرار قد تعيق مؤقتًا الوصول إلى اليورانيوم المخصب المخزن في أعماق المنشآت.
سياق أوسع: فوردو تحت المجهر
منشأة فوردو، الواقعة قرب مدينة قم، تُعد من أكثر المواقع النووية الإيرانية تحصينًا، حيث بُنيت على عمق يقارب 90 مترًا تحت الأرض. وتضم المنشأة آلاف أجهزة الطرد المركزي، وتُستخدم لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب من الاستخدام العسكري.
وقد أكدت تقارير استخباراتية أن الولايات المتحدة استخدمت قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57 في الهجوم، وهي القنابل الوحيدة القادرة على اختراق عمق المنشأة.


