في دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة مونتريال، توصل العلماء إلى أن الكافيين، رغم شهرته الواسعة كمحفز للانتباه، له تأثيرات ملموسة على جودة النوم وبنية نشاط الدماغ أثناء الليل. فريق الدراسة بقيادة البروفيسور فيليب ثولك، أوضح أن الكافيين قد يعيد تشكيل نمط النوم، خاصة إذا تم تناوله بعد منتصف النهار.
ما الذي يحدث في الدماغ أثناء النوم؟
أمضى المشاركون في الدراسة ليلتين داخل مختبر مخصص لتحليل النوم، حيث تم رصد نشاطهم الدماغي باستخدام جهاز تخطيط كهربية الدماغ. النتائج أظهرت أن تناول 200 ملغ من الكافيين بعد الظهر – ما يعادل كوبين من القهوة – يؤدي إلى اضطراب ملحوظ في النوم العميق، ويزيد من النشاط الكهربائي في المخ، ما يقلل من فاعلية مرحلة النوم غير السريع التي تُعد ضرورية لترميم الجسم وتقوية جهاز المناعة.
من الأكثر تأثرًا بالكافيين؟
الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و27 عامًا أظهروا حساسية أكبر لتأثيرات الكافيين مقارنةً بكبار السن، ربما بسبب اختلاف عدد مستقبلات الأدينوزين في الدماغ. هذه المستقبلات تلعب دورًا في تنظيم النوم والشعور بالنعاس، والكافيين يعمل أساسًا على تعطيلها مما يسبب زيادة في اليقظة.
فوائد مثبتة… ولكن بشروط
ورغم هذه التحذيرات المتعلقة بتوقيت تناول القهوة، فإن فوائدها لا تزال مدهشة:
- تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب.
- تمنع السمنة وتساعد على التحكم في الوزن.
- تحمي من الزهايمر.
- تساهم في تحسين وظائف القلب والكبد.
- تعزز الأداء البدني أثناء ممارسة التمارين.
- تقلل من احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
لكن يبدو أن توقيت تناول القهوة يلعب دورًا محوريًا في موازنة المنافع والمخاطر، خصوصًا حين يتعلق الأمر بجودة النوم.
