في بعض الأحيان، قد تخدعنا الظواهر من حولنا، ويبدو المألوف بريئًا حتى يكشف عن وجهه الحقيقي. هذا ما حدث تمامًا لعائلة “هيرجين” التي تقيم في منزل هادئ قرب غابة في ولاية فلوريدا الأمريكية.
بدأت القصة عندما بدأت أصوات غريبة تتردد من سقف المنزل في ساعات الليل المتأخرة. تجاهل الأب “بوب” الأمر، مرجحًا أن تكون فئرانًا، بينما افترضت زوجته “ليندا” وابنهما “آدم” أن سربًا من النحل البري قد استقر في العلية. ومع مرور الأشهر، لم يجرؤ أحد على التحقق من مصدر الصوت، وظلت التخمينات تتراكم.
لكن “آدم”، المراهق الذي كانت الأصوات تصدر فوق غرفته مباشرة، لم يحتمل الوضع أكثر. وفي لحظة شجاعة، صعد إلى العلية ليكتشف الحقيقة بنفسه. وما رآه هناك لم يكن فئرانًا ولا نحلًا، بل ثعبانًا ضخمًا يلتف بين عوارض السقف القديمة! أصيب آدم بالذهول، وأسرع لإبلاغ والدته، التي بدورها نشرت ما حدث على وسائل التواصل الاجتماعي.
بعد أن تخطت العائلة صدمة الاكتشاف، قرر “بوب” أخيرًا مواجهة الموقف وصعد لتوثيق وجود الثعبان بالفيديو. ثم تواصلوا مع خدمات التحكم بالحيوانات في “ساراسوتا”، لكن الثعبان كان قد بدأ بالزحف بعيدًا، مما صعّب عملية الإمساك به.
أحد الخبراء الذين حضروا لتقييم الوضع أكد أن الثعبان من النوع الخطير، لكنه لم يتمكن من الإمساك به بسبب اختبائه. وهنا تذكرت العائلة صديقًا قديمًا يُدعى “مارك”، معروف بجرأته وتعاملاته مع الزواحف المفترسة. وافق مارك على المساعدة، وبعد ساعات من البحث، عثر على جلد جاف كبير، مما دلّ على أن الثعبان كان يعيش معهم منذ فترة طويلة.
وفي النهاية، تمكن مارك من الإمساك بالثعبان بعد أن لمح ذيله يلمع بين الأخشاب. المفاجأة كانت أن نوعه الحقيقي هو “ثعبان قوس قزح” النادر، والذي لا يمتلك سمًا، لكنه يقتل فريسته عن طريق الالتفاف حولها ومنعها من التنفس تدريجيًا
بعد انتهاء المغامرة، حاولت العائلة استعادة روح الدعابة، وقال “بوب” مازحًا إن عليهم مطالبة الثعبان بدفع الإيجار عن السنوات التي قضاها في العلية. لكن القصة تركت أثرًا عميقًا، ورسالة واضحة: لا تتجاهل الأصوات الغريبة في منزلك، فقد تكون وراءها مفاجآت لا تخطر على البال.