في عالم كرة القدم، تتشابك خيوط الماضي والحاضر لتنسج قصة لا تُروى إلا في المواعيد الكبرى. مواجهة النصر والاتحاد في نصف نهائي كأس السوبر السعودي ليست مجرد مباراة، بل هي فصل جديد في رواية طويلة من الهيمنة، التحدي، والتجديد.
الاتحاد.. سطوة تاريخية لا تُنكر
الاتحاد يدخل المواجهة متسلحًا بإرث ثقيل من الانتصارات على النصر، حيث تفوق في 9 من آخر 15 لقاء جمع الفريقين، مقابل انتصارين فقط لـ”العالمي”، بينما انتهت 4 مباريات بالتعادل. سجل “العميد” خلالها 31 هدفًا، مقابل 22 هدفًا للنصر.
ومن أبرز تلك المواجهات، لقاء السوبر في يناير 2023، حين أطاح الاتحاد بالنصر بنتيجة 3-1، ليواصل طريقه نحو التتويج باللقب.
موسم ذهبي للاتحاد.. والنصر في مفترق طرق
في الموسم الماضي، فرض الاتحاد سيطرته على الساحة المحلية، محققًا الثنائية التاريخية: لقب الدوري وكأس الملك. انتصاراته على النصر بنتائج 2-1 و3-2 كانت حاسمة في حسم اللقب.
أما النصر، فقد اكتفى بالمركز الثالث في الدوري، وخرج مبكرًا من كأس الملك، وفشل في بلوغ نهائي دوري أبطال آسيا، ليودع الموسم دون أي بطولة.
الاستقرار الفني.. سلاح الاتحاد
الاتحاد يتمتع بثبات فني واضح بقيادة الفرنسي لوران بلان، الذي حافظ على قوام الفريق الأجنبي دون تغيير. في المقابل، يعيش النصر مرحلة انتقالية بقيادة البرتغالي جورجي جيسوس، الذي تولى المهمة خلفًا لستيفانو بيولي، وسط تغييرات إدارية وفنية واسعة.
النصر يتسلح بالنجوم.. والاتحاد بالانسجام
رغم التغييرات الجذرية، فإن النصر يعوّل على صفقاته القوية، أبرزها التعاقد مع جواو فيليكس، إينيغو مارتينيز، وكينغسلي كومان، إلى جانب نادر الشراري وعبد الملك الجابر.
في المقابل، ركز الاتحاد على تدعيم صفوفه محليًا، بضم أحمد الجليدان، محمد برناوي، محمد هزازي، ومحمد العبسي، مع تفعيل بند شراء حامد الغامدي.
معركة التوازن بين التاريخ والطموح
الاتحاد يدخل اللقاء بثقة الماضي واستقرار الحاضر، بينما يسعى النصر لكسر الهيمنة عبر ثورة فنية ومواهب جديدة. وبين هذا وذاك، يبقى السؤال: هل ينتصر التاريخ مرة أخرى، أم تُكتب بداية جديدة لـ”العالمي”؟