في حدث إنساني بارز، أعلنت القنصلية العامة لجمهورية السودان في مدينة جدة، بقيادة السفير كمال علي عثمان طه، عن إطلاق برنامج العودة الطوعية للمواطنين السودانيين المقيمين في المملكة العربية السعودية. ويهدف البرنامج إلى تمكين أبناء الجالية السودانية من العودة إلى وطنهم بعد سنوات من النزوح والمعاناة التي فرضتها الحرب الدائرة في السودان، والتي تقودها مليشيات الدعم السريع.
العودة الطوعية: أكثر من مجرد رحلة
المبادرة لا تقتصر على تنظيم رحلات سفر، بل تمثل استجابة إنسانية عميقة لمعاناة آلاف السودانيين الذين اضطروا لمغادرة بلادهم بحثًا عن الأمان. كثيرون منهم يعيشون منذ سنوات على أمل انتهاء الأزمة والعودة إلى ديارهم، وهذه الخطوة تمنحهم فرصة حقيقية لتحقيق ذلك الحلم.
دعم سعودي متواصل للجالية السودانية
إطلاق البرنامج من داخل المملكة يحمل دلالة خاصة، إذ لطالما كانت السعودية حاضنة للجالية السودانية، مقدمة لهم الدعم والرعاية في أصعب الظروف. واليوم، تواصل المملكة هذا الدور عبر توفير التسهيلات اللوجستية والإجرائية التي تجعل العودة ممكنة وسلسة، بما يعكس التزامها الإنساني تجاه الأشقاء السودانيين.
إشادة وتقدير للجهود المشتركة
خلال حفل التدشين، عبّر السفير السوداني عن شكره العميق للمملكة، مشيدًا بدورها في دعم الجالية منذ اندلاع الأزمة. كما أثنى على مساهمة شركات النقل الجوي والبحري التي وفرت وسائل آمنة وميسرة لنقل الراغبين في العودة، إلى جانب الدور الحيوي الذي لعبه ممثلو الجالية في تنظيم وتنسيق العملية، مما يعكس روح التضامن والتكافل بين أبناء الوطن.
توقيت حاسم للعودة
وأشار السفير إلى أن البرنامج يأتي في وقت يشهد فيه السودان تحسنًا تدريجيًا في الأوضاع الأمنية، خاصة في العاصمة الخرطوم، حيث بدأت المؤسسات الحكومية في استعادة نشاطها. هذا التحسن يفتح الباب أمام عودة آمنة وفعالة، ويشكل فرصة لإعادة بناء ما دمرته الحرب.
استعادة الكفاءات والخبرات
عودة السودانيين من الخارج لا تمثل فقط حركة بشرية، بل هي استرجاع للخبرات والمهارات التي غادرت البلاد اضطرارًا. فالكثير من أبناء الجالية يمتلكون مؤهلات يحتاجها السودان بشدة في هذه المرحلة، مما يجعل رجوعهم مساهمة مباشرة في جهود الإعمار والتنمية الوطنية.