الرئيسيةمنوعاتمن غيبوبة إلى حلم يتحقق.. قصة معلم سعودي هزم المرض وبنى منزله
منوعات

من غيبوبة إلى حلم يتحقق.. قصة معلم سعودي هزم المرض وبنى منزله

من غيبوبة إلى حلم يتحقق.. قصة معلم سعودي هزم المرض وبنى منزله

لم تكن رحلة المعلم خالد عكاش مجرد قصة تعافٍ من مرض مزمن، بل كانت ملحمة إنسانية تجسّد قوة الإرادة في مواجهة أقسى الظروف. بعد خمس سنوات من المعاناة مع الفشل الكلوي وغيبوبة امتدت لستة أشهر، خرج خالد من سرير المرض بعزيمة لا تلين، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: تأمين منزل يضم أسرته ويوفر لهم الأمان.

في عام 2018، وبعد أن استعاد وعيه، اتخذ قرارًا مصيريًا بتغيير واقعه. لم يكن يملك الكثير، لكن إيمانه بأن لعائلته الحق في حياة كريمة دفعه للبحث عن حلول. اكتشافه لبرنامج “البناء الذاتي” كان نقطة التحول، حيث وجد فيه فرصة حقيقية لبناء منزل دون الحاجة إلى مقدم مالي، وهو ما كان مستحيلًا في ظل ظروفه الصحية والمالية.

خلال أسبوع واحد فقط، أنهى خالد إجراءات الانضمام للبرنامج، لتبدأ بعدها رحلة البناء التي استمرت ثلاث سنوات. لم تكن مجرد عملية إنشائية، بل كانت تجربة عاطفية عاشها بكل تفاصيلها، من متابعة مراحل البناء إلى لحظة تسلّم المفاتيح التي اختزلت سنوات من الألم والأمل.

المنزل الذي بناه لم يكن مجرد جدران وسقف، بل كان شهادة على انتصاره على المرض، وعلى قدرة الإنسان على تحويل المحنة إلى منحة. قصته أصبحت مصدر إلهام لكل من يواجه تحديات صحية أو مالية، مؤكدة أن الدعم الحكومي الموجه يمكن أن يصنع فارقًا حقيقيًا في حياة الأفراد.

برنامج البناء الذاتي، الذي ساعد خالد في تحقيق حلمه، يبرز كأحد النماذج الناجحة في تمكين المواطنين من امتلاك مساكنهم، خاصة أولئك الذين يواجهون ظروفًا استثنائية. فهو لا يمنحهم فقط فرصة السكن، بل يعيد لهم الثقة بأن الأحلام قابلة للتحقيق مهما كانت العقبات.

اليوم، يقف خالد في منزله الجديد، محاطًا بأسرته، وقد تحولت قصته إلى رسالة أمل لكل من يظن أن المرض نهاية الطريق. إنها بداية جديدة، عنوانها الصبر، والإصرار، والاستفادة من الفرص التي توفرها الدولة لمواطنيها.