الرئيسيةشؤون دوليةالأمير تركي الفيصل يكشف: لماذا تراهن السعودية على باكستان؟
شؤون دوليةشؤون محلية

الأمير تركي الفيصل يكشف: لماذا تراهن السعودية على باكستان؟

في خطوة تعكس تحولات عميقة في السياسة الإقليمية، كشف الأمير تركي عن الأسباب الجوهرية التي دفعت المملكة العربية السعودية إلى ترسيخ شراكتها مع باكستان كشريك دائم واستراتيجي. هذه العلاقة، التي تمتد جذورها إلى أكثر من ثمانية عقود، لم تعد مجرد تعاون تقليدي، بل تحولت إلى تحالف شامل يجمع بين الأمن والدفاع والاقتصاد والثقافة.

🔹 أمن مشترك في وجه التهديدات الإقليمية
الاتفاق الدفاعي الأخير بين الرياض وإسلام أباد، والذي ينص على أن أي اعتداء على أحد البلدين يُعد اعتداءً على الآخر، جاء في توقيت حساس بعد تصاعد التوترات في المنطقة، خاصة عقب الهجوم الإسرائيلي على الدوحة. هذا الاتفاق يمنح السعودية مظلة ردع نووية باكستانية، ويعزز التعاون في الصناعات الدفاعية والتدريبات العسكرية المشتركة.

🔹 تراجع الثقة في الضمانات الغربية
من أبرز دوافع السعودية لهذا التحالف هو تآكل الثقة في الضمانات الأمنية الأمريكية، خاصة بعد ربط واشنطن توقيع اتفاق دفاعي مع الرياض بالتطبيع مع إسرائيل. هذا دفع المملكة إلى تنويع شراكاتها الأمنية، والبحث عن حلفاء موثوقين خارج المظلة الغربية.

🔹 الاقتصاد كركيزة للتكامل
العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت تطوراً ملحوظاً، بدءاً من استثمارات سعودية ضخمة في باكستان، وصولاً إلى مشاريع استراتيجية مثل مصفاة أرامكو في جوادر واستحواذها على حصة كبيرة في شركة “غاز آند أويل باكستان”.

🔹 الروابط الإنسانية والثقافية
وجود أكثر من مليوني عامل باكستاني في المملكة يعكس عمق العلاقة بين الشعبين، ويجعل من باكستان جزءاً حياً في النسيج الاجتماعي السعودي. هذه الروابط الإنسانية تعزز من متانة التحالف وتمنحه بعداً شعبياً فريداً.

🔹 رهانات المستقبل
السعودية ترى في باكستان شريكاً يمتلك قوة نووية، وجيشاً محترفاً، وخبرة طويلة في التعاون العسكري. ومن خلال هذا التحالف، تسعى المملكة إلى بناء منظومة أمنية مستقلة، تدعم رؤيتها الاستراتيجية وتمنحها هامشاً أوسع للمناورة في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة.